الحركة السياسية قبل 1945
إن تاريخ ظهور الحركات السياسية في الجزائر يعود إلى عهد الاستعمار الفرنسي الذي لم يستطع رغم استبداده و طغيانه وقف المقاومة و تكميم الأفواه للتعبير عن الرفض ولو حتى بالكلمة، و من هنا ظهر تيار سياسي وطني بعد مقاومة شعبية ضروس دامت العشرات من السنين و كنتيجة حتمية للوضعية المزرية للشعب الجزائري الذي عانى من ويلات الاستعمار الفرنسي و محاولاته العديدة للقضاء على ملامح الشخصية الجزائرية العربية الاسلامية .
الحركة الوطنية قبل حوادث 08 ماي 1945م :
يمكن تقسيم الحركة الوطنية (قبل أحداث 1945م) إلىثلاث تيارات تختلف مطالبها باختلاف إيديولوجيات و معتقدات مكونيها كما يلي :
1- دعاة الإدماج : تتمثل في جمعية المنتخبين الجزائريين التي تأسست عام 1930م و قد نادى هذا التيار بالتجنيس بالجنسية الفرنسية و طالب بالمساواة الكاملة مع الفرنسيين ، ومن أهم قادته و ممثليه : الدكتور ابن التهامي ، فرحات عباس ، ابن جلول و تتلخص عموما مطالب هذا الاتجاه في :
- إدماج الجزائريين في الحياة الفرنسية و تطبيق القوانين الفرنسية في الجزائر .
- تحقيق المساواة بين الجزائريين و المستوطنين خصوصا في تأدية الخدمة الوطنية .
- إلغاء قانون الأهالي .
2- الاتجاه الاصلاحي : يمثل هذا الاتجاه جمعية العلماء المسلمين الذي تأسست في 05 ماي 1931 بزعامة العلامة عبد الحميد بن باديس إلى جانب بعض العلماء كالبشير الابراهيمي و الطيب العقبي و العربي التبسي، مبارك الميلي... و غيرهم ، و هي حركة إسلامية هدفها إصلاحي يتمثل أساسا في إحياء مبادئ الحضارة العربية الإسلامية و المحافظة على الشخصية الوطنية الجزائرية و شعارها " الجزائر وطننا ، العربية لغتنا و الإسلام ديننا " و لتحقيق أهدافها اعتمدت على الوسائل التالية :
- إصدار الصحف مثل : المنتقد ، الشهاب ن البصائر .
- إنشاء المعاهد و المدارس الإسلامية لتعليم النشء .
- إنشاء النوادي التي تقوم بدور التوعية و التوجيه .
دعاة الاستقلال : يعد هذا التيار النواة الأولى للحركة الوطنية و يعود ظهوره إلى سنة 1926م بإنشاء " نجم شمال إفريقيا" في باريس على أنقاض جمعية دينية كانت تسمى " جمعية أصدقاء الأمة" ، و عاشت هذه الحركة إلى غاية 1937 حيث قامت حكومة الاحتلال بحلها و تأسيس على انقضائها " حزب الشعب الجزائري" الذي اعتنق نفس مبادئها و هذا بتاريخ 11 مارس 1937م بزعامة ميصالي الحاج و فيلالي مبارك ، و لقد نادى هذا الحزب بالاستقلال التام للجزائر عن فرنسا في نطاق حضارتها العربية الاسلامية .
ومن بين الحركات السياسية الأخرى التي عرفتها الساحة الوطنية في الجزائر قبل حوادث الثامن ماي نذكر مايلي :
حركة أحباب البيان و الحرية التي أنشأت عام 1945م على إثر اتحاد الحركات السياسية التي كانت موجودة في الساحة الوطنية آنذاك وكونت جبهة وطنية ضمت المثقفين و الوطنين من حزب الشعب و الكشافة الإسلامية و الشباب و جمعية العلماء وغيرها من المنظمات و الشخصيات الوطنية البارزة ، هذه الحركة لم تدم طويلا حيث أقدمت الإدارة الفرنسية على حلها مباشرة بعد حوادث 08 ماي 1945م.
الحركة الوطنية بعد حوادث 08 ماي 1945م :
لقد أعطت حوادث 08 ماي 1945م دفعا آخر للحركة السياسية في الجزائر إذ أنبثقت عنه اللجنة الثورية للوحدة و العمل فحزب جبهة التحرير الوطني الذي تأسس سنة 1954م من طرف مجموعة من الثوريين و زعماء الحركة الوطنية الغيورين على وطنهم و الذين عاهدوا الله على وضع حد للاستعمار الفرنسي و تحرير الجزائر عن طريق إشعال فتيل الثورة التحريرية المسلحة و الشاملة هذه المنظمة التحريرية احتوت في صفوفها كل العناصر الحية المؤمنة بقضية الجزائر عن فرنسا يهم كل الجزائريين ، و قد تدعمت جبهة التحرير الوطني ونظمت أكثر على إثر مؤتمر الصومام 20 أوت 1956م إذ أنشأ المجلس الوطني للثورة الممثل للشعب و المعبر عن إرادته و محدد سياسة الجبهة و من هنا تمكنت جبهة التحرير الوطني كتنظيم سياسي من توحيد كل الأهالي من مختلف الأعمار و الفئات في المدن و القرى و المحتشدات . و بفضل تجنيدها للشعب استطاعت عن طريق تنظيمها المسلح المسمى " جيش التحرير الوطني" من طرد الاستعمار الفرنسي من الأراضي الجزائري وكان الاستقلال في 05 جويلية 1962م.
وسنواصل مستقبلا الحركة الوطنية بعد 45 ونتائج مجزرة 8ماي على مسار الحركة الوطنية
* اعادة بناء الحركة الوطنية
* انشاء المنظمة الخاصة 1947
*دستور 1947
*ازمة حركة الانتصار 1950-1953
*انشاء اللجنة الثثورية للوحدة و العمل 1954
*انشاء جبهة تحرير الوطني 1954