منتديات الزيبان للتعليم الثانوي
مرحبا بك عزيزي الزائر ، إذا كانت هذه أول زيارة لك للمنتدى يسعدنا أن تسجل عضويتك لتستطيع المشاركة
وإن كنت عضوا في المنتدى سجل دخولك ...نتمنى لك إقامة طيبة معنا
منتديات الزيبان للتعليم الثانوي
مرحبا بك عزيزي الزائر ، إذا كانت هذه أول زيارة لك للمنتدى يسعدنا أن تسجل عضويتك لتستطيع المشاركة
وإن كنت عضوا في المنتدى سجل دخولك ...نتمنى لك إقامة طيبة معنا
منتديات الزيبان للتعليم الثانوي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات الزيبان للتعليم الثانوي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
محركات بحث
المواضيع الأخيرة
» وضعية تقويم في التاريخ للوحدة الأولى ا(س3 ثا)
الحضارة الاسلامية بين الحضارات I_icon_minitimeالأربعاء 20 نوفمبر 2013 - 15:10 من طرف most09

» قرص المعجم لطلاب البكالوريا
الحضارة الاسلامية بين الحضارات I_icon_minitimeالإثنين 28 أكتوبر 2013 - 21:19 من طرف lamine

» وضعية تقويم في الجغرافيا للوحدة الأولى (س3 ثا)
الحضارة الاسلامية بين الحضارات I_icon_minitimeالإثنين 7 أكتوبر 2013 - 17:14 من طرف romi romaissa

» الوضعية الاولى جغرافيا التقدم والتخلف "عرض بالبوير بونت"
الحضارة الاسلامية بين الحضارات I_icon_minitimeالثلاثاء 24 سبتمبر 2013 - 17:32 من طرف كوثر نور

» كرونولوجيا الأحداث التاريخية وفق التسلسل الزمني وحسب الوحدات التعلمية للسنة الثالثة جميع الشعب
الحضارة الاسلامية بين الحضارات I_icon_minitimeالإثنين 16 سبتمبر 2013 - 20:17 من طرف doctor fill

» وضعية إدماجية (تاريخ)الوحدة الثانية ص 228/229
الحضارة الاسلامية بين الحضارات I_icon_minitimeالإثنين 9 سبتمبر 2013 - 18:01 من طرف selma

» حلول جميع تمارين الكتاب المدرسي 2 ثانوي
الحضارة الاسلامية بين الحضارات I_icon_minitimeالأحد 9 يونيو 2013 - 17:54 من طرف كوكوج

» برامج تعد با الدولارات بين يديك مجانا
الحضارة الاسلامية بين الحضارات I_icon_minitimeالإثنين 6 مايو 2013 - 16:09 من طرف salahm1

» دول منظمة الكومنولث والفرانكفونية...
الحضارة الاسلامية بين الحضارات I_icon_minitimeالسبت 4 مايو 2013 - 10:31 من طرف hoda hed

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
علاء الدين
الحضارة الاسلامية بين الحضارات Vote_rcap2الحضارة الاسلامية بين الحضارات Voting_barالحضارة الاسلامية بين الحضارات Vote_lcap2 
selma
الحضارة الاسلامية بين الحضارات Vote_rcap2الحضارة الاسلامية بين الحضارات Voting_barالحضارة الاسلامية بين الحضارات Vote_lcap2 
عبير 07
الحضارة الاسلامية بين الحضارات Vote_rcap2الحضارة الاسلامية بين الحضارات Voting_barالحضارة الاسلامية بين الحضارات Vote_lcap2 
عبدوا
الحضارة الاسلامية بين الحضارات Vote_rcap2الحضارة الاسلامية بين الحضارات Voting_barالحضارة الاسلامية بين الحضارات Vote_lcap2 
فايزة
الحضارة الاسلامية بين الحضارات Vote_rcap2الحضارة الاسلامية بين الحضارات Voting_barالحضارة الاسلامية بين الحضارات Vote_lcap2 
نسرين بو
الحضارة الاسلامية بين الحضارات Vote_rcap2الحضارة الاسلامية بين الحضارات Voting_barالحضارة الاسلامية بين الحضارات Vote_lcap2 
rabio
الحضارة الاسلامية بين الحضارات Vote_rcap2الحضارة الاسلامية بين الحضارات Voting_barالحضارة الاسلامية بين الحضارات Vote_lcap2 
rosa
الحضارة الاسلامية بين الحضارات Vote_rcap2الحضارة الاسلامية بين الحضارات Voting_barالحضارة الاسلامية بين الحضارات Vote_lcap2 
CLAYMORE
الحضارة الاسلامية بين الحضارات Vote_rcap2الحضارة الاسلامية بين الحضارات Voting_barالحضارة الاسلامية بين الحضارات Vote_lcap2 
بسكرية
الحضارة الاسلامية بين الحضارات Vote_rcap2الحضارة الاسلامية بين الحضارات Voting_barالحضارة الاسلامية بين الحضارات Vote_lcap2 
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 4105 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو assala1996 فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 18702 مساهمة في هذا المنتدى في 4100 موضوع
تصويت
ماريكم في تصمم منتدى الزيبان للتعلم الثانوي لسنة 2013
ممتاز
الحضارة الاسلامية بين الحضارات Vote_rcap266%الحضارة الاسلامية بين الحضارات Vote_lcap2
 66% [ 21 ]
بسيط
الحضارة الاسلامية بين الحضارات Vote_rcap222%الحضارة الاسلامية بين الحضارات Vote_lcap2
 22% [ 7 ]
غير صالحة
الحضارة الاسلامية بين الحضارات Vote_rcap213%الحضارة الاسلامية بين الحضارات Vote_lcap2
 13% [ 4 ]
مجموع عدد الأصوات : 32
مواقع البريد الإلكتروني
احداث منتدى مجاني
 
احداث منتدى مجاني
 
احداث منتدى مجاني
 
احداث منتدى مجاني
أهم الصحف الوطنية
 
 
 
الساعة الأن بتوقيت الجزائر
Powered by phpBB2®Ahlamontada.com
جميع الحقوق محفوظة لمنتدى الزيبان
Copyright©2010-2011
المشاركات التي تدرج في المنتدى لاتعبر عن رأي الإدارة بل تمثل رأي أصحابها فقط


 

 الحضارة الاسلامية بين الحضارات

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
زائر
زائر




الحضارة الاسلامية بين الحضارات Empty
مُساهمةموضوع: الحضارة الاسلامية بين الحضارات   الحضارة الاسلامية بين الحضارات I_icon_minitimeالثلاثاء 18 مارس 2008 - 9:21

الحضارة الاسلامية بين الحضارات


* د. محمد ظفر الله خان
تهيمن الحضارة العالمية الحديثة بخيرها و شرها على الأفكار والثقافة
والحياة والواقع الاجتماعي حتى كاد الانسان لا يفكر بغيرها أو ينتظر
بديلاً عنها أو يتطلع إلى مصحح لعيوبها وانحرافاتها مع أن الإخلاص
للإنسانية وللحضارة ذاتها يقتضي معرفة محاسنها ومساوئها، وبما يمكن أن
تقوم به حضارة أخرى من دور بناء إيجابي يتسم بمقومات الخلود والثبات
والأمن والاستقرار.
ونحن بدورنا كجزء كبير من هذا العالم نستطيع المساهمة في توجيه الحضارة
وجهة أسلم وأقوم أو على الأقل محاولة إقامة حضارة ذاتية تتطلبها أمتنا في
العصر الحاضر لتتمكن من إثبات ذاتها وتوفير البرهان العملي على مدى صلاح
هذه الحضارة وجدارتها بالوجود والتنافس الشريف.
وفي معرض هذا الحديث يمكننا إلقاء الأضواء الكاشفة عن مقومات الحضارة
الاسلامية المتميزة بسماتها البارزة وخصائصها الواضحة التي تخلق منها وحدة
شخصية تامة ذات معالم مستقلة عن غيرها في أساس الحضارة وغايتها ومبادئها
مع التنويه لما يوجد بينها وبين غيرها من قدر مشترك يحتمه الواقع وتدفع
إليه الحاجة ويمليه المنطق وتقتضيه المصلحة.
إن أساس حضارة الاسلام ليس هو تمجيد العقل كما هو الشأن عند الإغريق، ولا
تمجيد القوة وبسط النفوذ والسلطان كما كان عند الرومان، ولا الاهتمام
بالملذات الجسدية والقوة الحربية والسطوة السياسية كما هو الأمر عند
الفرس، ولا الاعتداد بالقوة الروحانية كما عند الهنود وبعض الصينيين، ولا
الافتتان بالعلوم المادية والاستفادة من ذخائر الكون وبالمادية الطاغية
كما هو منهج الحضارة الحديثة المتوارثة عند اليونان والرومان ـ وإنما أساس
حضارتنا هو فكري ـ علمي ـ نفسي يشمل جميع شعب الحياة الانسانية وبهذا كانت
حضارة الاسلام مستقلة كاملة ذات دستور محدد شامل تختلف به اختلافاً جذرياً
عن مبادئ الحضارة الغربية وتصطرع معها كما تصارعت مع الحضارات القديمة
فصرعتها بسبب سيطرة الدين على القوى الفكرية والعملية ولقوة روح الجهاد
والاجتهاد لأن الاسلام لا يمنع العلم ـ طريق الحضارة ـ وإنما يضع له
المنهج الملائم لمبادئه.
وإذا كان التقدم الحضاري الصادق بوسائله المدنية المختلفة ليس مقصوداً
لذاته ولا غاية في نفسه، فإن غاية الحضارة الصحيحة تحقيق السعادة النفسية
والطمأنينة القلبية والتوصل إلى ما هو خير ونافع والبعد عما هو شر وضار.
لكن الحضارة الحديثة لم تحقق الغاية المنشودة وإنما أدت إلى القلق
والاضطراب وطحن الانسان في حمى المادية الطاغية والبعد عن الخلق والفضيلة
والدين ونحوها من القيم الانسانية.
وأما الحضارة في تقدير الاسلام فغايتها الأولى تحقيق الطمأنينة والسلام
والأمن وإقامة المجتمع الفاضل وإسعاد البشرية بما هو خير ومحاربة كل عوامل
الشر.
وبما أن الانسان هو خليفة الله في أرضه فلا يصح أن يتخذ المرء في حياته
غاية سوى ابتغاء مرضاة الله مصدر الأمن وهي الغاية السامية التي تتخطى
مجرد طلب الملذات الحسية أو الغايات المادية الدنيئة وتحقق الانسجام
والتوافق بين الفطرة الانسانية والغاية العقلية كما أنها تهيئ التجاوب
والانسجام الشامل في أفكار الانسان وخيالاته وإراداته ونياته وعقائده
وأعماله وحركاته... وهذا يعني أن غاية حضارتنا إعداد الانسان للسعادة
الأخروية المتوقفة على العمل الصالح في الحياة الحاضرة في نطاق الدين
والدنيا معاً. إذ ليس الاسلام ديناً روحانياً بحتاً يعزل أتباعه عن الحياة
ولا مادياً صرفاً يوقع الناس في أوحال الدنيا، وإنما هو يعتبر وسيلة
ومزرعة للآخرة، ولا تعني الوسيلة أنه دين تقشف فلا يكون دين حضارة،
فالتقشف والزهد في الاسلام هدف أخلاقي رفيع يتفاعل مع الحياة ويصرف المرء
عن التكالب على متطلبات العيش ويوحي بضرورة التزام مبدأ القناعة الشريف
الذي لا يؤدي إلى مصادمة الآخرين وإيقاد نار المنازعات والشرور.
إذن، فالاسلام في حقيقته مصدر الحضارة الانسانية التي شعّ نورها بامتداد
الدعوة الاسلامية بعد الاستقرار في المدينة وبناء الدولة فيها عقب اكتمال
بناء الفرد في مكة، وذلك لأن الاسلام هو دستور التقدم الانساني بالقرآن
العظيم والسنة النبوية الشريفة. فكل ما يعد تقدماً وعمراناً هو من
الاسلام، وكل تخلف مضاد للتقدم ليس من الاسلام في شيء. لذا يخطئ الكاتبون
سهواً الذين يريدون التوفيق بين الاسلام والحضارة كأنهما أمران متغايران
أو ضدان، إذ لا خلاف مطلقاً بين الاسلام والحضارة، فالحضارة نتيجة من
نتائج النظام الاسلامي والفلسفة الاسلامية التجريبية العملية.
والاسلام أب الحضارة وراعيها يتقبل منها قديماً وحديثاً كل ما ينفع ويرفض
كل ما يضر لأن ((الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها التقطها)) ولأن الانتفاء
والاصطفاء عن عقل وتمييز هو من صلب تعاليم الاسلام التي تقر الأعراف
الصالحة وتنبذ العادات والتقاليد الفاسدة أو المعارضة لمبادئ التشريع
ونصوصه ـ وليس أجل على ذلك من أن الاسلام تبنى ما كان صالحاً من حضارات
البلاد التي فتحها في الشام ومصر وبلاد الروم والفرس وضم المسلمون إلى
ساحتهم كل مخلفات الحركة العلمية لدى اليونان في مجال العلوم الطبيعية
والطبية والرياضية، ثم أضافوا إليها معارف ومكتشفات جديدة صبوها في أبهى
قالب في بلاد الأندلس التي كانت مصدر الحضارة الحديثة.
فليس دور المسلمين مجرد تلقي لما عند الآخرين كما زعم المغرضون، وإنما كان
لهم مشاركة إيجابية بناءة حققت لهم أرفع معاني العزة والسيادة والسبق
الحضاري وهكذا كان المسلمون في كل عصر مصدر إشعاع لكل تقدم وخير وكانوا
سباقين للمعالي والقدوة الطيبة للفضائل والمكارم ((كنتم خير أمة أخرجت
للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله)) ـ وقادة العلم
والتثقيف والتوجيه ((طلب العلم فريضة على كل مسلم))، وفي توجيه آخر للرسول
عليه الصلاة والسلام ((مَن خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع)).
والآن، مع الأسف حيث صرنا في حالة ضعف وكلمة الضعيف لا تسمع ولو كانت حقاً
وعدلاً وشوهت حضارتنا وزيفت معالمها وسرق محتواها وتشكك الناس في مبادئها
فلم يعد أمامنا إلا محاولة استعادة قوتنا المادية، ولكن على أساس صحيح من
هدى الاسلام.
ولا شك أن المبادئ هي القيم الخالدة التي توقظ الغافلين وتهدي إلى الطريق
المستقيم دون أن تحجبها مظاهر الضعف والتخلف وأحوال الانحطاط التي تتعرض
لها الأمم في بعض الأدوار التاريخية ومياديننا الحضارية ما تزال هي المشعل
الوضاء التي تدفعنا نحو متابعة الخطى ودوام العمل والكفاح وأعمال الإرادة
والفكر.
وأهم مبادئ أو خصائص الحضارة السلامية ما يأتي:
1 ـ مبدأ التوحيد (الألوهية والربوبية): إن أبرز صفة حضارية للاسلام أنه
دين توحيد الألوهية والربوبية أي أن الإله المعبود بحق هو الله سبحانه لا
شريك له، والناس جميعاً متساوون في الانتماء إليه والاتجاه إلى عظمته من
دون واسطة بشرية. وهذا الإله هو الحاكم المطلق الذي يسن للناس التشريعات
والقوانين، وما على المسلم إلا أن يتبع أوامر الله وينفذ التشريع المنزل.
وفي هذا يشعر الانسان بكرامته الشخصية وأنه لا يستذل لأحد من خلق الله
فيعمل ويفكر بحرية ويتجه في عمله وفكره لإرضاء مولاه بفعل الخير وتجنب
الشر والتخلص من كل مظاهر الوثنية سواء في صورتها القديمة التي تعني
بالتماثيل والأصنام، أم في صورتها الحديثة الموجهة نحو تقديس الدولة
الحاكمة وعبادة الأشخاص في أحوال الظلم.
2 ـ الصبغة الانسانية العامة: ليست حضارة الاسلام محدودة المكان أو وطنية
النزعة أو قومية مغلقة على أهلها أو طبقية محصورة في أسرة معينة، وإنما هي
إنسانية عالمية واسعة الأفق تخاطب أي إنسان في أي مكان وتصلح للانتشار في
أي بقعة أرضية وتقيم أخوة إنسانية عالمية ((يا أيها الناس إنا خلقناكم من
ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم. إن
الله عليم خبير)) يعم خيرها الجميع وتفيد كل امرئ بما تقدمه من علم نافع
وعمل صالح لأن ((الخلق كلهم عيال الله، وأحب الخلق أنفعهم لعياله)) وهذا
المعنى من عظمة الله بدليل أنه يرزق الكافر والمؤمن ويمنح المواهب مَن
يشاء وحينئذ تتفتح العبقريات في كل شعب وفي كل زمان ومكان.
وإذا كان العطاء الإلهي عاماً وجب أن يكون النتاج الحضاري عاماً لا حكراً
على أناس دون غيرهم لأن رائد الحضارة الأصيل هو إسعاد البشرية جمعاء
وصعيدها العدل والحق والخير والكرامة. وهذه هي حقيقة تعاليم الاسلام التي
تنفر من كل فكرة استعمارية أو نظرة إقليمية أو قومية ضيقة أو عصبية أو
طائفية، باعتبار أن روح الاسلام عالمية لا تعرف متعصب إلا للخير العام وفي
سبيل الصالح العام ومن أجل إقرار الحق ((هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين
الحق ليظهره على الدين كله...)) ـ ((ويحق الله الحق بكلماته ولو كره
المجرمون)).
3 ـ النظرة الشاملة للانسان والحياة: لقد تبين من تاريخ الحضارة أن كلا من
الروحية البحتة أو المادية البحتة وحدها لا تصلح أن تكون سبيلاً لسعادة
الانسان، فليس في مسلك الروحية البحت سوى التخلف وتعطيل الإرادة والتفكير
وطاقات العمل وقتل آدمية الانسان وخسارة منافع الكون، وكذلك ليس في مسلك
المادية البحت سوى الطغيان والظلم والاستعباد والذل والتحكم الغاشم
بالأرواح والأموال والأعراض.
أما حضارة الاسلام الخالدة فقامت على أساس الجمع أو التوازن بين المادية
والروحية الانسانية فتصبح الروحية المهذبة أساس المادية المهذبة، وعندها
ينعم الانسان بالإرادة والحرية والتفكير وثمرة الجهود والعمل في إطار من
الإيمان والأخلاق القائمة على العدل والأمن والاستقرار والرحمة والمحبة.
وبهذا العنصر الانساني تميزت حضارة الاسلام التي سبقت كل الحضارات القديمة
والحديثة كما أنها تميزت بامتداد جذورها إلى جميع نواحي الحياة الجديرة
بالإعزاز والمحققة لسعادة الانسانية. قال الله تعالى واضعاً جوهر رسالة
النبي (ص): ((وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)) وأما المرتكزات الحضارية
المادية من تفكير وإرادة وتضحية وعمل فقد حوتها آية أخرى وهي ((وأتبع فيما
أتاك الله الدارة الآخرة ولا تنسى نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله
إليك ولا تبغ الفساد في الأرض. إن الله لا يحب المفسدين)).
4 ـ رسالة الأخلاق: إن سياج الحضارة الاسلامية هو الدين والأخلاق، فمبادئ
الأخلاق تتدخل في كل نظم الحياة وفي مختلف أوجه نشاطها سواء في السلوك
الشخصي أم في السلوك الاجتماعي أو السياسي أو الاقتصادي. ومن المحال إقامة
النظام الصالح أو المجتمع الفاضل من دون أخلاق وقيم شريفة، وهذه القيم
ونحوها هي صمام أمان يكفل دوام الحضارة ويمنع انحرافاتها وتعثرها بدليل
قيام الحضارة الحديثة عليها في مبدأ الأمر وتعرضها للإفلاس والانهيار في
شرخ قوتها عندما طغت عليها الصفة المادية.
5 ـ دور العلم: أقام الاسلام حضارته الرفيعة على منهج العلم والمعرفة
والعقل والبحث والتجربة والاستنباط تقديراً منه لحيوية العلوم في بناء
الدولة والمجتمع فابتدأ بالقضاء على الجهل والأمية والتنديد بالتقليد
الأعمى ثم أشاد بالعلم والعلماء في مختلف الاختصاصات الشاملة لكل إدراك
يفيد الانسان في القيام برسالته في الحياة وهي تعمير الأرض والاستفادة من
خيراتها وكنوزها كما يرشد إليه إطلاق النصوص القرآنية: (يرفع الله الذين
آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) (وقل ربي زدني علماً) (إنما يخشى
الله من عباده العلماء).. وكان حب العلم لذاته هو خلق العلماء القدامى دون
التفات لمكسب مادي أو مغنم أدبي رخيص أو بقصد الشهرة وإذاعة الصيت ولم
يجعل العلم وسيلة للمعاش إلا في عصور التخلف، وفي أوقات الحاجة المهيمنة
الآن إلى كسب الرزق. وما أجدرنا أن يكون الدافع ذاتياً إلى تعلم العلوم
الحديثة وأن تهيئ الدولة كل المناخ الملائم لتطبيق النظريات العلمية
الحديثة ليطلع فجر الحضارة الاسلامية من جديد وتمتلئ الحياة بالمجالس
والمناقشات والأبحاث العلمية والتطبيقية، قال النبي (ص): ((ومَن سلك
طريقاً يلتمس فيه علماً... سهل الله له طريقاً إلى الجنة)).
6 ـ الحفاظ على الشخصية الذاتية: إن الأخذ بأسباب الحضارة الغربية لا يعني
ضياع الشخصية الاسلامية وإهدار المقومات الذاتية، فلقد استفاد المسلمون في
الماضي من حضارة غيرهم مع طبها بطابعهم الشخصي والمحافظة على القيم
الاسلامية أما الإصرار على جعل المدنية الغربية طريقاً وحيداً لإحياء
الحضارة الاسلامية فهو تشكيك للنفوس وقتل للمعنويات وإهدار للجهود، ودعم
الزعم القائل بعدم كفايتنا وإبقائنا عالة على غيرنا دون أن نستطيع مواجهة
الغرب فضلاً عن مناهضته ومغالبته.
7 ـ الاعتصام بالحق والخير: الاسلام دين الحق كما عرفنا وطريق الدعوة إلى
الخير وحضارته تقوم على مبدأ مناصرة الحق والعدل ومكافحة الباطل وعمل
الخير وقمع الشر.. فلا ظلم ولا هضم للحقوق ولا إنتاج إلا للخير ولا ابتكار
لما يضر ولا ينفع. وإحقاق الحق وتثبيته يتطلب تخطيطاً وثباتاً وقوة
وتفانياً. والخير الذي يشمل كل أنواع الرقي المادي والمعنوي لا يتوفر بدون
تعاون الفرد والجماعة والحاكم والمحكومين، وأما الشر فيمثل كل مظاهر
الانحراف والشذوذ والتخلف.
8 ـ الإيمان صمام الأمان: الإيمان في مفهوم الحضارة الاسلامية هو الذي
يقيم قواعدها ويميز عناصرها الصالحة من الرديئة، وليس الإيمان مجرد عقيدة
قلبية أو ديانة شخصية وإنما معناه الاسلام بكامله.
والاسلام نظام متكامل للأخلاق والمدنية والاجتماع والاقتصاد والسياسة، فهو
الذي يوحد الأمة ويحفظ جهودها ويحافظ على وجودها وحضاراتها، وكلما قوي
الإيمان قويت الحضارة، وكلما ضعف الإيمان ضعفت الحضارة وبقدر سيطرة تعاليم
الاسلام على المجتمع بقدر ما يكون ازدهارها في المجال الحضاري.
وإذا كنا نجد الآن خلاف كل هذا في مجتمعنا تبين لنا بحق سبب تأخر المسلمين
وما أصابهم من تقهقر اقتصادي وتمزق سياسي، وإمعاناً في بقاء هذه الحال مع
أشد الأسف نرى الاتجاه العام يسير نحو عزل الاسلام عن الحياة والعلم
والثقافة سيراً وراء النواعق التي تنعق بأن الاسلام لا يستوعب الحضارة
المعاصرة أو جهلاً بحقيقة الاسلام أو مشاركة في الخيانة المفضوحة أو
المقنعة لإبقاء حالة الضعف القائمة وتأمين مصالح الرؤوس الكبيرة والدول
العظيمة!!
ولكنا ما زلنا نؤمن بأن النصر والمستقبل سيكون لدولة الحق والاسلام المشرق
بحضارته الوضاءة، لما نجده في النفوس من بقية طيبة من الإيمان والألفة
والعزة والحمية والغيرة ولما نعيشه من واقع مؤلم تتوالى فيه الضربات
والطعنات وتدمى منها القلوب والحناجر والصدور وتهتز الأرض من تحت الأرجل
وتتهدد العروش والكراسي باحتلال الغاصب وظلم المستعبد ونار المستغل.
ولن يعود مجد الاسلام وحضارته إلا بالثقة بالنفس ودفن العجز واليأس
والقنوط وتغيير ما في الصدور (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما
بأنفسهم).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
زائر




الحضارة الاسلامية بين الحضارات Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحضارة الاسلامية بين الحضارات   الحضارة الاسلامية بين الحضارات I_icon_minitimeالإثنين 24 مارس 2008 - 18:06

الحضارة الاسلامية بين الحضارات 3
شكرا اخي الصالح على الموضوع المهم
وتبقى الحضارة العربية الاسلامية هي اساس الحضارات مادام
اهم اصولها الدين الاسلامي والقرآن الكريم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الحضارة الاسلامية بين الحضارات
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الزيبان للتعليم الثانوي :: قسم :تفقه في دينك :: الحضارة الإسلامية-
انتقل الى: