هام جدا لطلبة الاداب موضوع حول العادة

الموضوع العادة وأثرها على السلوك

م1: يذهب العديد من المفكرين إلى القول بأن للعادة أثر على حياة الإنسان كفرد وكذا حياة المجتمع ذلك إنها المادة التي يتألف منها سلوك الإنسان فهي تحفظ مشاعر الفرد وأفكاره وأفعاله كما تنظم حياة المجتمع وتحفظ أوضاعه من التغير المفاجئ ولا شك ان هذا الاثر الايجابي أنما يرتد أساسا إلى ما ينطوي عليه مفهوم العادة من خصائص ولعل أبرزها أو كنتيجة اولى للعادة هي الية الفعل ففيها يتضاءل شعور المرء ويقل إحساسه وانتباهه وتخف أحواله الانفعالية شيئا فشيئا وكلما تمكن المرء من العمل واتقنه واصبح حاذقا فيه خف شعوره به وانتباهه له ان تجريد الفعل من الانتباه والشعور من شأنه ان يجعل موالفتنا له تامة فنقوم به من غير تعب وننجزه بسرعة وبطريقة صحيحة لاتردد فيها ولا خطأ فالعادة بذلك تسهل لنا الاعمال وتكسبنا المرونة في آدائها هذا فضلا على ان الافعال الالية إذا تمت من تلقائي ذاتها تركت عقل المرء حرا طليقا فينتبه لما هو أسمى منها ومن ثم تكون العادة ذات منحى تكفي كما يمكن أن يبتدئ هذا المنحى في تكيف العادات الحركية وهذا التكيف يظهر اساسا في التكامل التدريجي الذي يتصف به الفعل حتى يصبح أسهل من ذي قبل وحتى تتصل حركاته الجزئية بعضها ببغض اتصالا محكما وتاما قال "لارغيه دو بنسل "ان اكتساب عادة من العادت الحركية يرجع الى ايجاد سلسلة من الحركات لمتتابعة الجركات المتتابعة الحلقات المحكمة التتابع المقيدة بعضها ببعض " فإذا تحركت الحلقة الاولى تتبعها الحلقات الاخرى من الوراء ويكفي في هذا الشروط ان تحدث الجركة الاولى بإرادة فتجري الحركات الاخرى من ورائها بصورة الية فالعادة اذا متصلة بالارادة ذلك ان الحركات الارادية مبنية على حركات الية مستقة مسبوقة بتصور واضح وهذا ان دل على شيء فإنما يدل على ان العادة ليست وظيفة من وظائف الحفظ والاتباع كما هي في الوقت نفسه عالم من عوامل التقدم وهي تدل ايضا على الالية ضرورية للحرية لانها تسهل القيام بالفعل وتزيد في سرعته وتقلل الخطا والتعب وتجعل العادة متقنة ومحكمة هكذا تقرب العادة لحركاتنا للدقة حتى لقد قيل ''ان العادة تتقدم بالتهديم كما تتكامل لانشاء " فهي تحذف من العفل الكثير من الحركات الزائدة وتصحح القديم بما تضم اليه من جديد ومثال على ذلك ان الطفل الذي يتعلم الكتابة تصدر عنه في البداية حركات لا علاقة لها بانجاز العمل كاخراج اللسان وتقطيب الحاجبين وامالة الراس ولكنه بعد اكتساب ملكة الكتابة توزع حركاته على الاعضاء المخصوصة وهكذا فان العادة تحرر فاعليتنا من القيود الزائدة لانها تعهد في القسم الاعظم منها الاية أما العادات النفسية فهي أيضا تولد نفس النتائج والاثار التي تولدها العادات الحركية والحيوية لانها تؤلف اليات فكرية (كملكة استعمال الدساتير الجبرية مثلا ) . نظما منطقية ويؤدي كله الى سرعة تفهم البراهين وموالفتها وسهولة استعمالها وتجنب الطرائق الفاسدة والتجتجارب العويصة ، وتسمى هذه الموالفة بتشمم البراهين الصحيحة لانها تجعل العالم ينتخب احسن الحجج ويختار ادق النتائج ، ويبتعد عن العمليات الفكرية الزائدة وعادة التفكير عامل من عوامل التقدم ، لانها تحرر الفكر من رقبة الاتباع وتوجهه الى الغاية ينبجس منها الونة وهذا حال جميع من أتوا قسطا وافرا من العلم فقد ذكر ليبيغ "ان اكتشافاته الاولى ترجع الى السهولة التي تعودها في استعمال الالات وانجاز تجارب وقال "لوروا""عند كلامه عن منطق الاختراع ان الابداع يقتضي تنظيم الاحكام العقلية السابقة تضيد الاحكام وترتيبها ترتيبا يسهل الرجوع اليها فإذا تجرد الباحث عن هذه العوائق وخلص الى فضاء الفكر المحض امكنه ان يبدع وان يخترع يضاف الى ذلك واعتبارا من خاصية الاوتوماتية الت ميزها تعد ضرورية للحياة الخلقية ان الكثير من الفضائل التي نفخر بها ونمدح من اجلها إن هي الا عادات وما قال الفرد يقال ايضا عن المجتمع لان العادات هي العامل الفعال في حفظ النظام الاجتماعي وهي التي تجعل كل فرد راضيا الى حد ما بما قدرله "دور كاين":ان الاخلاق تقتضي ان يكون عند الانسان استعداد التكرار الافعال نفسها في الظروف نفسها وان يكون له عادات ثابتة وحياة منظمة "

نقد الموقف: رغم انه لايمكن انكار ما للعادة من أثر إيجابي غير ان ما يبدوا على هذا الموقف يتجاهل تماما ما يمكن ان تنعكس ما يمكن ان تنعكس به العادة من أثر سلبي على سلوك الانسان اذ قد تنقلب هذه المرونة الى صلابة يعيق الفرد بدل ان تكون عامل ايجابي بالنسبة له لقد غالى كثير انصار هذا الموقف بتعليلهم للأثر الايجابي للعادة في حين ان الواقع يؤكد انه كثيرا ما تكون عادتنا نقمة الى حياتنا وهذا ماذهب اليه انصار الموقف الثاني

الموقف الثاني: إذ يغتقد أنصاره أن العادة لها أثر سلبي على الفرد وعلى المجتمع ومن ثم تعتبر العادة بناء الى ما تتركه من أثار الذي يعيق التكيف إنما يعلل بما للالية من مساوئ على سلوك الفرد والجماعة هذه الصفة (الالية) التي تعد كنتيجة للعادة تتحول معها حياة الانسان الى بنية ثابتة من السلوكات والاستجابات المطية وتقضي على المرونة وعلى التكيف فلا يقوى الفرد مع هذا الوضع الثابت والمتصل بالعادة على إحداث أي تغيير أو تعديل في سلوكه لان العادة تكون استبدت بالفاعلية الانسانية وتصيح بذلك العادة على إحداث اي تغيير أو تعديل في سلوكه لان العادة تكون قد استبدت بالفاعلية الانسانيةمباشرا للركود والجمود ومن ثم يشكل تبعا لذلك عقبة تحول دون تقدم الفرد وتطوره وكذا امام تقبل كل جديد يخالف ما درج عليه الفرد سواء كان افكار أو سلوكات انها بذلك تحكم على الفرد ان يظل حبيس الماضي لا يتحرك الا في إطار المألوف والمعتاد فنغلق أمامه كل أفاق التطلع والابداع وهذا ما قصد به كانط عندما قال :"ان العادة تعيق استقلالية الفرد وحريته" وهو ماعبر عنه كذلك "أغوست كونط " بقوله:"ان العادة هي الجمودة" هكذا تصيرنا العادة لان تكون حياتنا كتلة من السلوكات ذات النمط الروتيني حتى نجد أنفسنا مدفوعين الى ان نؤثر السير في طريقها المعبد ولعل هذا ما حذى بانصار الاتجاه الفردي الى انتقاد العادات الاجتماعية التي تقفل الفرد في بوتقتها وتقضي على على مبادرته ومن ثم نراهم يصرحون بضرورة تجاوز الفرد بكل ما يعيق حريته وانطلاقه مما مما يرسنخ المجتمع من أطر ثابتة تمارس القهر والالزام على الفرد لو نظرنا مليا الى ما تتركه العادة من أثر سلبي واضح على شخصية الانسان لامكننا القول ان العادة تعمل على تهديم وخلق اللاتوازن في الشخصية وما سيتتبع ذلك ان الطفل الذي إعتاد الحياة السهلة نتيجة للافراط في العناية به من طرف الاسرة من خلال توفير كل حاجاته من شان ذلك ان يخلق نموذجا من الفرد هزيل الشخصية فلا شك ان من نتائج ذلك ان يصبح هذا الطفل في مستقبله فاقدا للثقة بالنفس غير قادر على الاعتماد على ذاته يضاف الى ذلك ما يراه من حفاظ بعض العقول التقليدية على الافكار البالية رغم وضوح البراهين على بطلانها لا لشيء الا انهم اعتادوا على هذه الافكار ومن الصعب امام تصلب العادة تغيير مفاهيمهم حول واقع الاشياء ويمكن القول ان العادة ايضا تضعف الحساسية وتقوى لفاعلية العفوية على حساب الفاعلية الفكرية فضلا كما قيل تقصى القلوب فالطالب في كلية الطب يتعود ان لا ينفعل اما مايقوم به من تشريحات والمعاينة المستدامة لمشاهد البؤس من شأنها ان تقصي القلوب قال : سوللي برودوان الشاعر الفرنسي إن الذين تستولي عليهم قوة العادة يصبحون بوجوههم بشرا وبحركاتهم الات " فضلا على أن العادة تقيم عقبة بستمولوجية خطيرة فالحقيقة التي أعلن عنها فيها الدكتور هارفي " حول الدورة الدموية ظل الاطباء يرفضونها لمدة اربعين سنة لا لشيء الا اتهم اعتادوا فكرة غير هذه لذلك قيل أيضا في هذا الصدد ان العلماء يفيدون في النصف الاول من حياتهم ويضرون به في النصف الثاني منه كما ات الواقع يشهد من ناحية ان كثير من عادات الانسان شكلت ولاتزال نقمة وبلاء على حياته سواء على المستوى الجسمي أو المستوى السيكولوجي والاجتماعي ان عادة التدخين او عادة تناول المخذرات أو غبرها مما يؤثر سلبا على الجسم والنفس حينما تكون افتقاد والحاح الجسم على طلب هذه المادة لاشك انها تنتهي بالفرد الى الاضطراب والاختلال على كافة مستويات تفقده كل اشكال التكيف الايجابي أبا كان اذا للعادة اثر واضح جلي على حياة الانسان

نقد الموقف الثاني : صحيح ان العادة في عديد تجلياتها ذات اثر سلبي غير أنه لا يمكن ان نلصق كل العيوب بالعادة ذلك انها مادة يتغذى منها سلوكنا اليومي فلا يمكن ان ان نتصور أبدا حياة الانسان بدون عادات انها ولا شك دون عادات كتلة من النشاطات المعقدة والمجهود المضني لاجل ذلك لا يوافق أنصار هذا الموقف في القول بالاثر السلبي المطلق للعادة ذلك لان هذا الامر لا يتفق مع الواقع وقيمة العادة في حياة الانسان

التركيب : مما تقدم وأمام هذا الجدل القائم بين من ينتصر للاثر السلبي لها وكتقدير للاتجاهين وبوجه من الحقيقة يمكن القول ان العادة تتبدى في كثير من الاحيان ذات منحى تكيفي وأحيان أخرى تكون عكس ذلك وهذا انما يدل على ان العادة دلالة على سلوكنا وعليه ينبغي على الانسان ان يكتسب العادات الصالحة وان يجعل الجملة العصبية حليفة لنا وان نتخذ مما حصلنا عليه من العادات رأس مال ثابت نعيش بما يغل علينا من ربح وفائدة لان الطاقة العصبية إذتعودت السير في تعودت في السير بطريقة ما وارتبطت الخلايا بعضها ببعض يكون ليس من السهل ان نغير الطريق الذي فتحته قال : بين "يجب على المرء اكتساب عادة او التخلص من عادة قديمة ان يغتسل كل يوم بماء جديد وان يبدي بنفسه بإقدام وقوة وعزم وان يجعل الاسباب الباعثة على العمل ويربط نفسه بوعود علنية " معنى هذا ان العادة ليست قضاءا جبريا لا يمكن للانسان الانفلات منه نعم ان تصلب العادات يجعل من الصعب التخلص منها بيد أنه ليس في الامر المستحيل فعن طريق الارادة يمكن للانسان ترك هذه العادة السلبية وان كان التخلص منها لا يأتي كما يقول أحد الفلاسفة يرميها من النافذة دفعة واحدة وانما يجعلها تنزل السلم درجة درجة وعليه يجب على الانسان الا يتراجع أمام داعي الارادة ذلك ان انكسار واحد يمحو مئة اتنصار كما يقال اذن خير للانسان ان يقطع بالعادات السلبية وان لا يداريها وانما بل يعمل جاهدا من أجل التخلي عنها

جوهر القول أن العادة كما يقول شوفالييه : "هي أداة الحياة والموت حسب استخدام الفكر لها "

شكرا على الموضوع إذا جاء ت هذه المقالة في الباك راني حفظتها وشكرا جزيلا إذا كان هنالك المزيد من المقالات فمرحبا بها

العمر : 33 الوظيفة : etudient تاريخ التسجيل : 13/02/2008