سم الله الرحمن الرحيم
أولا:الملك الكافر
عاش في قديم الزمان ملك من الملوك،حكم قومه الذين عاشوا معه ، وأستخف بهم ، فعبدوه ،وأنذرهم بالقتل والموت من يخالف أوامر الملك ، فهو الملك وهو الإله !!
وخاف الناس منه ، وقليل منهم الذين يعرفون الحق ، أما الكثيرون ..فقد غاب عن أذهانهم الإيمان الصحيح ،
فهم لا يعرفون أن الله هو وحده الذي يستحق أن يعبد حقاً.
ثانياً:الساحر الخادع
وكان لهذا الملك اعوان ووزراء، كلهم يساعدونه في طغيانه وكفره .. ومن بين هؤلاء ساحرٌ كبيرٌ ، كانت وظيفته أن يقوم بأعمال وحركات يخدع بها الناس ، ويوهمهم بأن الملك هو الإله .. حتى يخافه الناس ويطيعوه ،
ويعبدوه دوماً. ولأجل هذا كان يفعل السحر أمام الناس ،ويزين لهم المكر والخداع ، لكي لا يفكر أحدهم بالحقيقة ،ويبقوا أجمعين ، خاضعين للملك ، ولا يتمكنوا من فهم الحق، أو الثورة ضد حكم الملك وطغيانه وظلمه ، وبهذا يبقى الطغيان فوقهم طالما بقي الضعف والذل والهوان والخوف في أنفسهم.
ثالثاً:الغلام الصغير
ولما كبر الساحر ..دخل مرة على الملك في القصر،وقال له : يا مولاي ، يا سيدي المطاع ،إنني كما تراني قد كبرت وتقدمت في السن ، فما رأيك يا سيدي أن ترسل لي غلاماً صغيراًمن أذكى الغلمان في هذه المدينة حتى أعلمه السحر ، ويستمر خداع الناس بعد موتي؟.. فقبل الملك هذا الطلب ، وانتقى للساحر غلاماً حسب طلبه ، وأمره بالقوه أن يأتي إلى القصر كل يوم ، ليتعلم السحر من الساحر الكبير. وهكذا أصبح الغلام يذهب مجبراً من بيته في الصباح ، ويعود إلى القصر في المساء .. ومرت الأيام وهوم على هذا الحال التي لا يرضاها عاقل مفكرٌ.
رابعاً:إلى أين؟
وذات يوم .. وبينما كان في الطريق إلى القصر ، لتعلم السحر ، ناداه راهب مؤمن كان يختبئ في جبل مشرف على الطريق ، وقال له: أيها الغلام .. إلى أين تذهب كل يوم في الصباح ، وتعود في المساء؟ فأجاب الغلام الصغير:أذهب إلى القصر لأخذ درس سحر من الساحر ، ثم أعود إلى بيتي في المساء ، ولكن لماذا تسألني..؟
فقال الراهب المؤمن :إن السحر الذي تتعلمه كفر يا ولدي ، لا يقبله الله الذي خلقنا وخلق الملك والساحر ، فما رأيك أن تتعلم مني أيضاً دروساً هي خيراً أبقى وأغلى وأجمل..؟؟ والحمد لله، فقد قبل الغلام الذكي، وأصبح يتعلم الإسلام من الراهب ، والسحر من الساحر.ن
خامساً:المعجزة الإلهية
وعلى عادة الغلام.. فقد خرج مرة من بيته إلى الراهب وبينما كان سائراً في الطريق،رأى حشداً كبيراً من الناس ، فقد وقفوا مجتمعين أمام وحشٍ كبير ، يمنعهم من المرور، ولا يستطيعون الخلاص منه ، فأخذ الغلام حجراً من الأرض , وقال:يارب إن كان ما يعلمني إياه الراهب خيراً وأفضل حقاً من الذي يعلمني إياه الساحر ، فاقتل هذا الوحش وخلصنا منه.ن
ورمى الحجر، فأصاب الوحش !! وقتله فوراً !! ولقد حدث هذا أمام الناس المجتمعين، فأصابتهم الدهشة !! من حجرٍ صغيرٍ بيد غلامٍ صغيرً !! يتم هذا الفعل الكبير !!؟
سادساً:نصيحة الراهب
وتابع الغلام المؤمن طريقه ، حتى وصل إلى الراهب المؤمن ولما دخل عليه حكى له الحادثة التي جرت معه،وكيف أنه قتل الوحش الكبير بحجرٍ صغيرٍ ،ولكن بإذن الله ، وانه قد عرف حقيقة الدروس التي يأخذها ،وأن الساحر كافر ،والراهب مؤمن وأن تعليم الراهب خير من خداع الناس وتعلم السحر. ولما سمع الراهب المؤمن كلام الغلام ..عرف أنه قد بلغ منزلةً عظيمةً من الإيمان ، فقال له على الفور:يا بني .. إليك نصيحتي ..(اصبر على
إيمانك ،ولا تخف،فإن كل مؤمن داعية سيبتلى ،وسيعذبه الكفار ، فإن أستطعت الصبر فلا تدل الملك على مكاني).
سابعاً:وزيرٌ أعمى
وانتشر خبر الوحش وظن الناس أن الغلام قادراً عللى إي شيءٍ ، فأخذوا يتوافدون على منزله ليشفي مرضاهم، ويخفف عنهم ما يصيبهم.وكان من بين هؤلاء وزيرٌ أعمى كان يعمل عند الملك في القصر ،جاء وطلب من الغلام أن يرد إليه بصره وله مقابل ذلك ما شاء من المال.فقال الغلام:لا آخذ شيئاً ، بل أريد منك أن تؤمن بالله الذي سيشفيك ، لأنني لا أشفي أحداً بقدرتي ، فلست قادراً على كل شيءٍ، ولا أشفي إلا بإذن الله ،فقبل الوزير ، ورضي بهذا الإيمان، ودخل في الدين الجديد..دين الصراط المستقيم.
ثامناً:انتقام الملك
وعلم الملك بذلك ، فأحضر الوزير ، وسأله عن إيمانه فدل على الغلام !! وتعجب الملك عندما علم أن الغلام نفسه الذي يتعلم السحر في القصر ، فقام بتعذيب الغلام حتى دل على مكان الراهب المؤمن .. وجمع الملك الثلاثة
وزيره والراهب والغلام..)وبدأ يعذبهم لأنهم آمنوا بالله رباً لا شريك له ، وكفروا بالطاغيه الإله المزيف.وأخيراً أمر الملك أن يوضع الراهب تحت المنشار المخصص للإعدام ، ثم خيره بين الرده والرجوع عن الإيمان أو الموت الشنيع ، لكن الراهب المؤمن رفض الردة والرجوع عن الإسلام ، وفضل أن يموت شهيداً في سبيل الله، وصبر على الآلآم الشديدة في سبيل دينه وعقيدته.
تاسعاً:أحياءٌ عند ربهم
ثم فعل الملك مع الوزير المؤمن ،مثلما فعل مع الراهب ،ففضل الوزير أن ينشر بالمنشار حتى يموت.. رافضاً التخلي عن الحق والإسلام ، وكان الوزير ثاني الشهداء ، ويبقى الغلام .. واقفاً يرى هذين المنظرين ، فيقوي إيمانه ، ولا يضعف ويصمم الغلام البطل على الصبر والتضحية في سبيل الله ، ولكن الملك يخاف من فقدان الساحر الصغير ، فأحب أولاً أن يهدده ويخوفه فألرسله إلى الجبل مع بعض جنوده، ليلقوه من فوق الجبل إن لم يرجع إلى دين الملك،فذهبوا به وصعدوا
الجبل فقال: ((الله أكفنيهم بما شئت وكيف شئت)) فرجف بهم الجبل فسقطوا وجاء يمشي إلى الملك فقال له الملك: ما فعلاصحابك؟ ؟فقال كفانيهم الله تعالى فبعث به مع نفر في قرقور فقال اذا لججتم به البحر فان رجع عن دينه والا فغرقوه في البحر فقال الغلام :اللهم اكفنيهم بما شئت فغرقوا اجمعونوجاء الغلام حتى دخل على الملك فقال مافعل اصحابك ؟ فقال كفانيه مالله تعالى ثم قال للملك :انك لست بقاتلي حتى تفعل ماآمرك به فان انت فعلت ما آمرك به قتلتني والا فانك لا تستطيع قتلي قال وما هو ؟ قال تجمع الناس في صعيد واحد ثم تصلبني على جذع وتأخذ سهما من كنانتي ثم قل : باسم الله رب الغلام فانك اذا فعلت ذلك قتلتني ففعل ووضع السهم في كبد قوسه ثم رماه وقال :باسم الله رب الغلام فوقع السهم في صدغه فوضع الغلام يده على موضع السهم ومات فقال الناس :امنا برب الغلامفقيل للملك :ارايت ماكنت تحذر ؟فقد والله نزل بك قد امن الناس كلهم فامر بافواه السكك فخـــدت فيها الاخاديد واضرمت فيها النيران وقال :من رجع عن دينه فدعوه والا فاقحموه فيها قال : فكانوا يتعادون فيها ويتدافعون فجاءت امراة بابن لها ترضعه فكانها تقاعست ان تقع في النار فأنطق الله الصبي فقال:اصبري يااماه فانك على حق.......ن
وهذه الآيات صاحبة هذه القصة قال تعالى:
وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ
منقول.....................
الأربعاء 20 نوفمبر 2013 - 15:10 من طرف most09
